خط ساخن

زمن المصلحة الشخصية ..

( إسعاد الكادحين غاية لا تدرك ، ومجرد بسمة على شفاه المرهفين سهلة ، وثمنها بسيط لا يتعد أكثر من إرهاق الكادحين ).
كان هذا ردي على سؤال صديقي : لماذا هنا بالذات وضعت المطبات؟
علامات الاستفهام ارتسمت على وجنتيه ..
أنا وأنت وغيرنا من أهالي بطناننا الحبيب نحلم بإتمام مشاريعنا المتعثرة ، والمنجز بعضها على الورق ، ونحن الذين أهلكتنا ظروف المعيشة القاسية في معترك الحياة ابتدأ من طوابير المخابز مروراً بإرتفاع الأسعار وقوفاً عند الحرب النفسية للملاكات الوظيفية.إلا تعلم يا صديقي إننا في زمن المصلحة الشخصية، ويمكن فيه تسخير كل الإمكانيات لخدمة شخص ما يرون فيه مصالحهم ، يمكن لكل الجهات أن تتضامن و تضع كل العراقيل في طريق الكادحين لكي يشقوا لأجل إرضاء المرهفين.
كثيرا ما نسمع عن مشاريع بنية تحتية ، تدفق مياه الشرب ، قروض سكنية ، وأخرى خدمية ، محاضر أراض سكنية ، إعانات لأصحاب الدخل المحدود وذوي الأسر الكبيرة.
ها نحن نرى إهداراً للميزانية على مشاريع بلا طعم ، وهي المطبات الاصطناعية التي زرعت في الطريق السريع في مدخل المدينة الغربي ، كنت عائد وصديقي نستقل سيارته العتيقة صوب حي الحدائق الحديث في الإنشاء والممنوع من المياه والصرف الصحي والكهرباء ، إذ بسيارات المرور تقف معرقلة حركة السير اتضحت الرؤية أنه تركيب مطب على الطريق العام ، لعلها مدرسة تشيد نظرت يميني لا شئ سوء طريق ترابي يصاحب جدار قسم المياه نظرت يساري ........................... (*) التي تخترق حرم الطريق لا تبعده سوى بمترين إلا قليلا ...
نظرت إلى صاحبي الذي اشمئز من علو صوت (مرميطة) سيارته بعد احتكاكها بالمطب ، هل من مبرر !
قال : لعلها خطة حرب يضعها رجال المرور، قلت : ـ موضحاً بعض المفاهيم ـ إن عملاً كهذا ليس من اختصاص رجال المرور ، بل قطاع المرافق أو المواصلات ، قال : هذا من هذا طالع ، ألا تعرف إن أحياءً كالحدائق والزهور والأندلس شيدت لها شبكة طرق في زمن قياسي ،لا لشيء إلا لأن كل قطع الأراضي المجاورة للطريق العام تم بيعها،ولم يبق سوى البعيدة والمطلة على الأودية ولأجل ذلك شيدت الطرق لارتفاع أسعارها لكي تباع مرتين أو ثلاثة .
ألم تسأل نفسك لما لم تشمل شبكة الطرق هذه الأحياء الحرية ، أ ، ب ، ج ، حي النصر ، المنارة ، المختار ، سوق العجاج مكتملة البنيان منذ زمن ليس بالقريب ،سأجيبك يا صديقي و أنا في كامل قواي العقلية وفي ذلك مخالفة للقاعدة لأن المجانين وحدهم هم من يملكون قول الحق في زمن غابة فيه الحقيقة، : لماذا لم تشمل شبكة الطرق الأحياء التي ذكرت .. لأنها لم تعد بها هبرة تتشدقها أذقان الأصحاء .. إن الميزانية توزع في ( المرابيع ) ويخرج منها قناطير مقنطرة على شرف ذوي الأماكن الرفيعة و تسويتها على ضوء الشمعة في المكاتب المالية ليلاً.
يا صديقي في زمن المصلحة الشخصية تهون الميزانية بأربعة أرباعها ... وإلى الملتقى .
ــــــــــــــــــ
(*) الفضاء الأبيض ثقة مني في القارئ العزيز فهو أهلُ لها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خط ساخن

قصة قصيرة