اتركوا الضبع و ناموا فغزة لن تضيع

الضبع الجائع يقع على فريسته ، و ينهش ما تبقى من الجسد البريء .
أيها النائمون .. المتقوقعون ..الضبع الجائع سيظل جائعاً و يبحث عن أخرى ليشغل بها أنيابه الشرسة وتتبدل الفريسة ..
أيها النائمون .. الخاضعون .. إياكم أن تنسوا في قوقعتكم الطارئة أو المزمنة أن تقدموا قوائم شهداء غزة الأبرياء و الجرحى المظلومين ، لكي يسجلكم التاريخ في صفحاته السوداء..
هل لكم أن تحصوا صرخات الأطفال الأبرياء؟ .. هل لكم أن تمسحوا دموع أرامل قهرت قنابل الأعداء قلوبهن؟ .. و سُرقت البسمة من على وجوههن .؟؟؟ !
أيها النائمون استيقظوا .. فإن الجراح تنزف و الجُرح العميق سيظل ينزف .. التراب الطاهر ارتوى من دماء الأطفال .
أيها النائمون .. هل لكم أن تغطوا في النوم العميق على أنغام صرخات الأطفال وصدورهم تداعب قنابل الأعداء ..
كيف للنوم أن يسري في عيونكم و صيحات الأمهات تعزف لحن الحياة على أوتار النصر أو الاستشهاد.. الأم خير من يعزف لحن الحياة و يبارك الشهادة
أيها النائمون .. كفاكم حب الذات ، فالشعوب باتت تتألم إلى أن وصلت حد الألم ..
أيها النائمون .. عبر الشاشات الصغيرة شاهدتم كما - نحن جراحاً - تروي لكم شراسة العدوان ، والمستشفيات في القطاع - غزة – قليلة الإمكانيات خير شاهد على نومكم العميق في الوقت الذي كان لابد لكم أن تستيقظوا ..
أيها النائمون .. غزة تنادي : أين أنتم يا عرب ؟!
.. غزة تخاطب خطاباً مفتوحاً : أين أنتم يا حكام العرب ؟!
أيها النائمون .. غزة تنزف من الجرح الأبدي الذي دونه التاريخ .. و أنتم تحتضنون سفراء إسرائيل بينكم و في قلب عواصمكم .. أطردوهم ..قاطعوهم .. قاطعوا منتجاتهم و أعلموا أن هامش ربح المنتجات الإسرائيلية التي تستهلكونها يعود إلى دعم العدوان على بلدانكم .. فما بالكم بمن يصدر لهم النفط والغاز..
أيها النائمون .. هؤلاء الشهداء أنجبتهم أرحام الأمهات , مكتوب على جبينهم الشهادة ..أحياء عند ربهم يرزقون .. لا ينتظرون منكم نصرة ، بل موقفكم عار عليكم أو رفعة لكم .. سجلوه .. و أغربوا عن وجوهنا فلم نعد نطيق وجوهكم .. الملوثة للشاشات بالبهرجة و التلميع الزائف المخادع ..فالعروبة لابد أن تجري في العروق .. و العروبة جسد واحد ، فكيف لعضو نائم و أخر يتألم أيها النائمون .. غزة غرفة في بيت العروبة الكبير ، و العروبة جسد قطعه العدو و جئتم أنتم باركتم هذا التقسيم ، و استوليتم على أعضائه و تركتم المحتل ينهشه عضواً عضواً.و بعضكم يلهى في بناء مجداً وهمياً قوامه فرعونية تقدس المومياوات والدمى و ينتسب إليها و إلى أصحابها المحنطين و يفتخر بأمجاد الماضي السحيق أيها النائمون .. لم نر فيكم خير مرتقب ، و لكن لعلنا سنستفيد من القهر و الذل و الخضوع الملتمس فيكم و تنجب الأمهات " صلاح الدين "أخر .. يسل سيفه في وجه عدو الله و الوطن مدعوماً بنداء الأمهات لا العروش و الكراسي المزركشة .
أيها النائمون .. كفانا نداء و مطالبة و اصمتي يا غزة ..
فــ : ( لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي).

تعليقات

  1. دار طبرق للنشر والتوزيع والإعلان15 يناير 2009 في 1:41 م

    لإجلك يا غزة
    سأكتب بدمي و قلمي .. و لإجلك سأجند أفكاري .. و لإجلك .. أدعو ربي أن ينصركِ

    ردحذف
  2. زنوبيا الشهــيبي16 يناير 2009 في 1:25 م

    فــ : ( لقد أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لا حياة لمن تنادي).

    ربما هناك حياة لمن ننادي

    ولكن ثمة مشكلة ما قد علقت بأذانهم

    وتخللت عقولهم الفارغة

    اللهم اهدنا واغفر لنا خطايانا

    وثبتنا على الطين وبعقول نيرة

    وسحقاً للمجالس المزكرشة بالذهب والمال الدنس

    سحقاً لتجار الدماء





    سلام الله عليك

    دمت بخير

    ردحذف
  3. زنوبيا الشهــيبي17 يناير 2009 في 12:37 م

    هم نائمون .. يحلمون أحلام ورديه لا اصل لها
    أطفالا لا ينامون خوفاً لا ينامون من الرياح القاتلة
    أمهاتنا يبكين جمراً ونحن لا ندري
    يا لهم من عرب
    ولا يعلمواً ما اصل اسمهم
    عربي تعني العروبة
    العروبة .. أصبحت
    ماضي يتكلم عنها الأطفال

    يا لكم من عرب
    عرباً يختبؤن في الحجرات
    عرباً صمته مثل الرضيع
    وحتى الرضيع صرخ وعبر


    ما أقبح الصمت عندما يطلب منا الكلام


    تحياتي اليك ... بهجة الشهيبي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خط ساخن

الملاك .. بكسر الميم وفتحها رغم إننا نعترف بضعف مستوى التعليم ..فإننا أيضاً نعترف بكل ثقة بالمعلمين الذين هم خارج الملاك الوظيفي ( بكسر الميم) ، وأي معلم غير مسكن هو ملاك ( بفتح الميم) لأنه منزه عن كل عوامل الوساطة والمحسوبية. وضعف القيادة التعليمية المحنكة يتجلى واضحاً في المسميات والمصطلحات المستخدمة في الإجراءات وطرق وأساليب المعاملة مع المعلم ، الذي يتم الاستغناء عن خدماته ، وترفضه ديار ملاكهم الوظيفي، ومنها المصطلح الأشد قسوة : ( غير تربوي ) وهو الذي حمل الطباشير منذ نعومة أظفاره، وخرّج أجيالاً فأجيال، دون كلل ولا ملل ، و دليل الضعف والهلهلة لمسئولي التعليم نراه هنا في تجاهلهم لفضل بعض هؤلاء في تخريج من احتوتهم ديار الملاك الوظيفي ، فكيف لغير التربوي أن يؤهل تربوياً . لعلهم يتناسون القاعدة القائلة : ( إنك وأنت تشير بأصبع الاتهام إلى المتهم فإنك تشير بباقي أصابعك إلى نفسك). ببساطة إن المعلمين الذين هم خارج الملاك الوظيفي في البطنان لا يزيد عددهم عن 2013 معلماً ، كان بالإمكان لهذا الرقم أن لا يذكر مقارنة بأعداد المدارس في البطنان مع النظر إلى الجدول التراكمي الذي ه...
قراءة المزيد

مغالطات واجب تصحيحها في كتاب:(البـطنان مــعارك وقصائد)

مغالطات واجب تصحيحها في كتاب:(البـطنان مــعارك وقصائد ) رزق فرج رزق نسعد كثيراً عندما يصدر لكاتب من مدينتي كتاباً في أي مجال من مجالات المعرفة، لكن هذه المرة سعادتنا لم تدم بإصدار كتاب (البطنان معارك و قصائد) لمؤلفه حسين نصيب المالكي ،الصادر عن مركز نهر النيل للنشر، الموصوف بالدراسة ،التي أعدها - كما جاء في تقديمه - وفاءً منه لتاريخ الجهاد و تقديراً لدور المجاهدين، واحسبني أن المجاهدين لو كانوا على قيد الحياة لشاطروني الحزن على ما طال تاريخهم و تجاهل دور بعضهم. وما أن يطالعك العنوان حتى تعتقد أنه إثراءً مهماً ظهر على السطح الراكد سيحدث تموجاً بالشعر في التوثيق لدور المجاهدين في تاريخ الجهاد – حسب العنوان – إذ ما ربطنا المعارك بالقصائد. و لكن ما أن تقرأ العنوان و تترك لبصرك العنان والتأمل في الغلاف وتصميمه ، تعود مرة أخرى إليه - أي العنوان- وينتابك شعور أن الكاتب قد فجر قنبلة عن الصفحات المظلمة في حركة الجهاد في جرأة غير مسبوقة، ولم نعهدها من قبل. كون الغلاف عبارة عن أغصان أشجار متساقطة الأوراق تماماً، وغـروب خريفي يطغى عليه السواد. لتكتشف بمجرد فتحك الصفحة الأولى أنه من تصميم (ري...
قراءة المزيد

خط ساخن

زمن المصلحة الشخصية .. ( إسعاد الكادحين غاية لا تدرك ، ومجرد بسمة على شفاه المرهفين سهلة ، وثمنها بسيط لا يتعد أكثر من إرهاق الكادحين ). كان هذا ردي على سؤال صديقي : لماذا هنا بالذات وضعت المطبات؟ علامات الاستفهام ارتسمت على وجنتيه .. أنا وأنت وغيرنا من أهالي بطناننا الحبيب نحلم بإتمام مشاريعنا المتعثرة ، والمنجز بعضها على الورق ، ونحن الذين أهلكتنا ظروف المعيشة القاسية في معترك الحياة ابتدأ من طوابير المخابز مروراً بإرتفاع الأسعار وقوفاً عند الحرب النفسية للملاكات الوظيفية.إلا تعلم يا صديقي إننا في زمن المصلحة الشخصية، ويمكن فيه تسخير كل الإمكانيات لخدمة شخص ما يرون فيه مصالحهم ، يمكن لكل الجهات أن تتضامن و تضع كل العراقيل في طريق الكادحين لكي يشقوا لأجل إرضاء المرهفين. كثيرا ما نسمع عن مشاريع بنية تحتية ، تدفق مياه الشرب ، قروض سكنية ، وأخرى خدمية ، محاضر أراض سكنية ، إعانات لأصحاب الدخل المحدود وذوي الأسر الكبيرة. ها نحن نرى إهداراً للميزانية على مشاريع بلا طعم ، وهي المطبات الاصطناعية التي زرعت في الطريق السريع في مدخل المدينة الغربي ، كنت عائد وصديقي نستقل...
قراءة المزيد