الخميس، 2 أبريل 2015

أعلى النموذج
وطن جريح تضمده النوايا !

رزق فـــرج رزق

بين صوت عساف و بندقية الأسير، توجد نبرات إنسان وآنين وطن، (غزة تحتفي بعساف، و صيدا تحتفي بالأسير .. لك الله يا وطن) هكذا كتبت على حائط "بروفايلي" في عالمي الافتراضي "فيس بوك"، الذي أدين له بكثير من الاحترام لدوره الفاعل في تساقط طواغيت العصر .
      لم أفسر رمزية الاحتفاء الذي نسّبته لغزة بالفنان محمد عساف، و صيدا بالشيخ احمد الأسير. ولا يعنيني من عساف والأسير الا ما حمل الجمل.
ثمة رابط جاء به خاطري عندما شاهدت استيقاظ للفتنة و بوتقتها بين قوسين، الجيش اللبناني وأنصار الأسير، التي تجمعهم صلة واحدة وهي لبنان الوطن..
وثمة رابط بل روابط آتى به الخاطر ايضاً عندما شاهدت غزة تحتفي بفوز عساف (...)، لكنها لم تنحصر بين قوسين، بل لها براحاً أوسع عم أرجاء الوطن.
وكعادتي اترك للقارئ فرصة المشاركة ولا اتطفل عليه بالتفسير والشرح، بل دائماً أترك مفاهيم ضمنية و تلميحات دون التصريح بمحتوى مقصدي.
أحدى الصديقات الافتراضيات الفلسطينيات علقت على المكتوب ، نافية وجه المقارنة بين (عساف، و الأسير)، ومؤكدة على دور عساف في وحدة الفلسطينين و حبه لفلسطين يتجلى من خلال أغانيه الوطنية منذ صغره. ــ و ليس سراً جميعنا نقاسم عساف حب فلسطين ــ.
زادني فخراً لوحدة فلسطينية شعارها الفن، و واعز وطني تجسده الأغنية، لكن فرحتي كما العادة لم تدم ، شوش عليها تجاذب سياسي (فتحي، حماسي) طرقت أبوابه ورقة سياسية مقيتة اتخذت من قبول استقالة رئيس الوزراء لحكومة فلسطين مفتتحاً،
لكن ردي على صديقتي الافتراضية التي أكن لها كل التقدير والاحترام جاء بشيء من الحرقة مع تقديري للزاوية التي فهمت منها كتابتي ؛ لا مقارنة في مقصدي .. بل هي نبرة من آهات كثيرة .. جمعتها متناقضات لترمي بأشلائها على عاتق الوطن الجريح .. يبقى "عساف" سفيراً للنوايا الحسنة و تختفي نوايا "الأسير" مع رائحة الدم .. لهذا جاءت عبراتي ..
لا "عساف" في شخصه ولا "الأسير" كانا سبباً لتفاعلي، بل جراح الوطن هي الوهج الذي استدعاء كلماتي وآهاتي، ليتها تقوى الكلمة على توحيد الصف، و ليتها تستطيع الدماء المهدورة على نصرة الحق، على الرغم من اختلاف الأدوات تبقى النوايا تضمد جراح الوطن.
لكن النوايا غير مسئولة على تساقط الأوراق، النوايا غير مسئولة على تعدد الأفكار ، النوايا غير مسئولة على دكتاتورية الرأي.
ها هي النوايا تجعل من أمير قطر يتنازل سلمياً على السلطة لأبنه و ولي عهده "الشيخ تميم"، وهو الذي اغتصبها من والده قبل ثمانية عشر عاماً، ترى هل حسن النوايا كما ظهرت في خطابه ولعبة التوريث والديمقراطية من أجل الوطن، أم هي تبادل أوراق على سبيل النوايا.
قادم الأيام تحمل لنا كثير من المفاجآت، اتمنى أن تمتلأ مخازن بنادقنا بالكلمة الهادفة و الفن الراقي والنوايا الحسنة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق